بوابة الرسول (باب القبلة)
لما تشكّله هذه البوّابة من أهمّية وخصوصية بالغة في نفوس الزائرين، فقد روعيت هذه الأهمّية من ناحية التصميم فاختلفت تصميماً عن باقي الأبواب، حيث كان تصميمها يأخذ شكل اليدين المفتوحتين في إيحاءٍ ودلالةٍ لكفوف أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وهي تستقبل الزائرين.
تبلغ مساحة مدخل الباب أكثر من (500م2) وهي منطقة مفتوحةٌ لاستقبال الزائرين بشكلِ منحني يبلغ عرضُهُ (40) متراً، وارتبطت مع الباب القديم لإعطاء هيبة وسعة لهذا الباب.
على يمين ويسار الباب هناك أقواس يبلغ عددُها ثمانية أقواس -أربعةٌ في كلّ جهة- بارتفاع (2,55م)، أُطِّرتْ هذه الأقواس بنقشٍ يُسمّى (اللّوي) مطليٌّ بالذهب الجذّاب، وغُلِّفت أسفل الواجهة بالمرمر الأبيض المسمّى (الثاسيوس) الذي يبلغ سُمْكه (2سم) وأبعاده (60×40)سم، وهو من الموادّ النفيسة لندرته وجمال منظره، حتى ظهرت بشكلها العمرانيّ الجميل الذي يسرّ الناظرين، وغُلّفت الأقواس من الداخل بالكاشي الكربلائيّ العراقيّ التقليدي، تتوسّطـه فتحات مغطّاة بنوعية أخرى تُستخدم لأوّل مرّة من الكاشي الكربلائيّ المخرّم، التي تسمح بمرور الضوء من خلالها وفق تصميمٍ معماريّ جميل، وعلى جانبي كلّ قوسٍ يقع شريطان من الكاشي الكربلائيّ ينتهي كلٌّ منهما بقوسٍ في القمّة.
أمّا الباب فقد تمّ تصميمه على شكل تصميم الأبواب الإسلامية القديمة، ويبلغ عرضه نحو (9م) وقد غُلّف بالكاشي الكربلائي المعرّق بالذّهب، حيث أضيف الذهب المستعمل في التعريق -وهو ألمانيّ المنشأ- بنسبٍ مختلفة تتراوح بين (50-30)% من مساحة التعريق، ممّا يُعطيه بفعل هذا التعريق مع باقي الأجزاء الأخرى ثبات الألوان المستعملة فيه ونصوعها, وتحمّله ومقاومته العالية لأصعب الظروف المناخية، وهذه الميزة أفردته وأعطته صفة الاستمرارية والدوام لفترات طويلة تستمرّ لمئات السنين.
أمّا الكتائب القرآنية فكانت مزيجاً من جماليات الخطّ العربي الأصيل والزخارف الإسلامية النباتية التي ارتسمت على هذه البوّابة، فبحسب ما بيّنه الخطّاط الأستاذ فراس عباس البغدادي لشبكة الكفيل: "الكتيبة العلوية للبوّابة تمّ اختيار الآية (111) من سورة التوبة المباركة لها (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
أمّا مقاسُها فإنّ ارتفاعها (100سم) وطولها (13متراً) وقياس صافي الخطّ هو بارتفاع (77,5سم) وطول (12,78متراً)، أمّا قياس سنّ القلم فيبلغ (4سم)".
روعي في تصميم الكتيبة التركيب المتسلسل المقروء وفق القواعد الدقيقة بخطّ الثلث الجلي المشبّع بمستويَيْن، وقد أُضيفت على تصميم أرضيّة الخطّ زخارف نباتية.
ويتوسّط الباب من الأعلى اسمه (باب القبلة) حيث بلغ ارتفاعه (100سم) وطول (10,88سم) بصافي خطّ (80سم) وطول (10,68م)، أمّا قياس المستطيل الذي ضمّ هذه المخطوطة فيبلغ ارتفاعه (78سم) وطول (2,25م)، وقياس سنّ القلم (5,4سم) ونوعيّة خطّه هي الثلث المشبّع أيضاً غير المركّب وقد أُضيفت أرضيّة زخرفيّة هلكارية.
أمّا الكتائب القرآنية على يمين ويسار البوّابة من الأعلى التي هي جزءٌ من الكتيبة القرآنية التي تُحيط بمشروع توسعة الصحن الشريف فقد أوضح الأستاذ فراس: "جهة اليمين خُطّ عليها الآية القرآنية (169) من سورة آل عمران: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، أمّا جهة اليسار فخُطّ عليها الآية (31) من سورة النحل: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ)، ونُفّذت على الكاشي المعرّق بارتفاع يبلغ (72,5سم) وبطول (177,5سم) وبقياس سنّ قلمٍ بلغ (2,2سم)، واستُخدِمَ فيها خطّ الثلث المشبّع، وقد روعي في تصميم الكتيبة التركيب المتسلسل المقروء وفق القواعد الدقيقة للخطّ وبثلاثة مستويات.
الأحد -٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤
photos_comments